اوراق خاصة

من غزة إلى لبنان.. أوهام تحيط بالخطط والصفقات والمفاوضات

post-img

حمزة البشتاوي/ كاتب وإعلامي

تصاعد الحديث عن أوهام الخطط وخداع الصفقات وسراب المفاوضات، بعد إعلان "خطة ترامب" وقمة شرم الشيخ التي تحدثت عن مفاوضات في ما يتعلق بقطاع غزة، وكذلك لبنان وصولًا إلى الحديث عن "شرق أوسط جديد" تروج له الدعاية الإسرائيلية وكأنه أمر قد حصل تحت التهديد بإعادة إشعال النار والدمار.

منذ إعلان "خطة ترامب" واجتماع شرم الشيخ لم تظهر علامات تؤكد تحقيق أي إنجاز أميركي أو إسرائيلي سوى تكرار الحديث عن سلام القوة الذي يريد تجريد المقاومة من سلاحها بهدف تحقيق الطموح الإسرائيلي بالتوسع والسيطرة وتشكيل "شرق أوسط" يكون فيه نتنياهو الحاكم العسكري في المنطقة وقتل وتشريد وتصعيد الضغوط على المقاومة في فلسطين ولبنان، كونها تمثل العقبة أمام مشروع الهيمنة والسيطرة والتوسع.

لذلك يحاول الأمريكي والإسرائيلي، وبعض الأطراف التي تدور في فلكهم، محاصرة المقاومة بالتحريض والاستمرار بالاعتداءات العسكرية وعمليات تطبيع عدد من الأنظمة العربية السياسي والأمني، في تبني الطروحات الإسرائيلية الأمريكية في سلاح المقاومة غير القابل للتسليم أو الاستسلام.

كما يشكّل صمود وثبات المقاومة حائط سدّ منبع أمام أوهام الخطط والصفقات والمفاوضات التي تعمل على فرضها الإدارة الأمريكية، تحت عنوان "السلام"، والذي يكرس الاحتلال ويسعى إلى فرض الاستسلام خاصة على قوى المقاومة التي ستبقى شوكة في خاصرة أي مشروع يحاول صناعة حلول على حساب الشعوب لا من أجلها. والمقاومة إعادة تعريفها للقوة بأنها تعني الإيمان بالحق والثبات في الميدان ورفض الخضوع لأوهام الاحتلال.

اليوم؛ تحاول الإدارة الأمريكية طرح المفاوضات وسيلةً لمنح الاحتلال ما عجز عن تحقيقه عسكريًا، خاصة في معركتي "طوفان الأقصى" و"أولي البأس"، ويأتي الطرح الأميركي وفقًا لتصوّر إسرائيلي عنوانه "سحب السلاح وإنشاء مناطق عازلة" مع استمرار الخروقات والاعتداءات التي لم تتوقف ضد الناس وضد إعادة الإعمار ومنع الاستقرار، والذي لن يؤثر على ثبات الناس في أرضهم.

إذا كان أي مسار تفاوضي غير مباشر أساسه الانسحاب ووقف الاعتداءات، فالمطلوب هو عدم ربط هذه العناوين بمسألة السلاح وإعادة الإعمار. وذلك؛ لأنّ المقاومة الحاضرة في المجالات العسكرية والسياسية والثقافية ترى بأن المواجهة، اليوم، قد أصبحت ذات بعد تاريخي وإنساني وأخلاقي، ومعركة أجيال كما قالت رسالة المقاومة في الاحتفال الكشفي الكبير في المدينة الرياضية في العاصمة بيروت.

يظهر، من خلال الخطط الأمريكية، بأن هدفها الأساسي هو توفير الأمن لــــ"إسرائيل" ولمصالحها في المنطقة على حساب الناس وأمنهم واستقرارهم وأرزاقهم وحياتهم، وتاليًا لا خيار أمام الناس انطلاقًا من الواجب الوطني والأخلاقي والديني إلّا التمسك بالمقاومة في مواجهة ما يُطرح من خطط وصفقات وحديث عن مفاوضات.

مع التأكيد بأنّ المقاومة لا تغلق الأبواب أمام أي مسار سياسيّ؛ بشرط عدم الاعتراف بشرعية كيان الاحتلال ومبدأ خيار التسوية معه أو التنازل له عمّا اغتصبه من أراضٍ. وهذا موقف ثابت ودائم ونهائي غير خاضع للتراجع أو المساومة، حتى لو اعترف العالم كله بـ "إسرائيل".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد