أوراق سياسية

حزب الله: نؤكد حقنا ‏المشروع في مقاومة الاحتلال ولا مصلحة وطنية في التفاوض السياسي مع العدو

post-img

أكد حزب الله في كتاب مفتوح وجهه إلى رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام والشعب اللبناني. أنه "بصفتنا مكون مؤسس ل​لبنان​ الذي التزمناه وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه، نؤكد حقنا ‏المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان والوقوف إلى جانب جيشنا وشعبنا لحماية سيادة ‏بلدنا، ولا يندرج الدفاع المشروع تحت عنوان قرار السلم أو قرار الحرب، بل نمارس حقنا ‏في الدفاع ضدّ عدو يفرض الحرب على بلدنا ولا يوقف اعتداءاته بل يريد إخضاع دولتنا".

وقال حزب الله: "حرصًا من حزب الله على التفاهم الوطني وحماية السيادة وحفظ الأمن والاستقرار في لبنان، ‏وإسهامًا منه في تقوية ودعم الموقف اللبناني الموحّد ضدّ العدوان الصهيوني وانتهاكاته ‏وخرقه المتواصل لإعلان وقف إطلاق النار الذي انتهت إليه مساعي الموفد الأميركي ‏آموس هوكشتاين إثر تفاوض غير مباشر بين دولة لبنان وبين الكيان الصهيوني، وقطعًا للطريق أمام ‏محاولات جرّ الدولة اللبنانية إلى جولات تفاوضية جديدة لمآرب تخدم فقط أهداف ومصالح ‏العدو الصهيوني وقوى التسلّط المعادية للحق والعدل، فإننا نعرب لكم أيها الرؤساء ‏ونطرح عبركم إلى كلّ شعبنا العزيز في لبنان، رؤيتنا إزاء الوضع والموقف الوطني ‏المطلوب الذي نلتزمه ونعتبره السبيل المجدي لحفظ مصالح لبنان في هذه المرحلة التي تمر ‏فيها منطقتنا والعالم".

ولفت إلى أنّ "إعلان وقف إطلاق النار في 27/11/2024 الذي تمّ الاتفاق عليه لوقف العدوان ‏الصهيوني على لبنان، شكّل بحسب أطراف الاتفاق منفردين ومجتمعين آلية تنفيذية للقرار ‏الدولي رقم 1701 الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي في العام 2006 م، والذي تحددت فيه ‏منطقة العمل وكانت حصرًا في جنوب نهر الليطاني من لبنان، وقضى مضمونه ونصه ‏بإخلاء هذه المنطقة من السلاح والمسلحين وأن ينسحب العدوّ "الإسرائيلي"  إلى ما وراء الخط ‏الأزرق المعلوم".

وأضاف الحزب: "أشار الإعلان في مقدمته إلى أن بنوده هي خطوات لتنفيذ القرار 1701، نص البند الأول ‏من هذا الإعلان على ما يلي:‏ ستنفذ "إسرائيل" ولبنان وقف الأعمال العدائية اعتبارًا من الساعة الرابعة فجر الأربعاء ‏‏27/11/2024 وفقًا للالتزامات المفصلة أدناه. كما نصّ البند الثاني من الإعلان على ما يلي: ‏اعتبارًا من الساعة الرابعة فجر الأربعاء 27/11/2024 فصاعدًا، ستمنع حكومة ‏لبنان حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية من تنفيذ أي ‏عمليات ضدّ "إسرائيل"، و"إسرائيل" لن تقوم بأي عمليات عسكرية هجومية ضدّ ‏الأراضي اللبنانية، بما في ذلك الأهداف المدنية أو العسكرية أو غيرها من الأهداف ‏التابعة للدولة، عن طريق البر أو الجو أو البحر. ‏وتتابعت البنود حتّى البند الرقم 13".

وأوضح حزب الله، أنّه "الوقائع أكّدت التزام لبنان وحزب الله ضمنًا بشكل صارم مضمون إعلان وقف إطلاق ‏النار منذ لحظة صدوره وحتّى يومنا هذا، إلا أنّ العدوّ الصهيوني واصل خروقاته وانتهاكاته ‏للإعلان برًا وبحرًا وجوًا، ولا يزال كذلك حتّى الآن، غير آبه لكل الدعوات له إلى الكف عن ‏تلك الممارسات العدائية، لا بل عمد العدوّ مقابل تلك الدعوات إلى ابتزاز لبنان ووضع ‏الشروط والمطالب تهربًا من وقف أعماله العدائية، وإصرارًا منه على إكمال مشروعه الرامي ‏إلى إخضاع لبنان وإذلال دولته وشعبه وجيشه، واستدراجه إلى اتفاق سياسي ينتزع فيه إقرارًا ‏لبنانيًا بمصالح العدوّ في بلدنا والمنطقة، فضلًا عن الاعتراف بشرعية احتلاله لأرض الغير ‏بالقوّة في فلسطين". ‏

وقال إنّ "على الرغم من أن القرار المتسرع للحكومة حول حصرية السلاح، حاول البعض تقديمه ‏للعدو وحماته على أنه عربون حسن نية لبنانية تجاهه، إلا أن العدوّ استثمر هذه الخطيئة ‏الحكومية ليفرض موضوع نزع سلاح المقاومة من كلّ لبنان كشرط لوقف الأعمال العدائية ‏وهو ما لم ينص عليه إعلان وقف إطلاق النار ولا يمكن قبوله ولا فرضه".

وشدد الحزب على أنّه "ليكن معلومًا لكل اللبنانيين أن العدوّ "الإسرائيلي"  لا يستهدف حزب الله وحده، وإنما يستهدف ‏لبنان بكلّ مكوناته، كما يستهدف انتزاع كلّ قدرة للبنان على رفض المطالب الابتزازية للكيان ‏الصهيوني، وفرض الإذعان لسياساته ومصالحه في لبنان والمنطقة. وهو ما يتطلب وقفة ‏وطنية موحدة وعزيزة تفرض احترام بلدنا وشعبنا وتحمي سيادة لبنان وكرامته".

وتابع حزب الله: "أمّا التورط والانزلاق إلى أفخاخ تفاوضية مطروحة، ففي ذلك المزيد من المكتسبات لمصلحة ‏العدو "الإسرائيلي"  الذي يأخذ دائمًا ولا يلتزم بما عليه، بل لا يعطي شيئًا. ومع هذا العدوّ ‏المتوحش والمدعوم من الطاغوت الأميركي لا تستقيم معه مناورة أو تشاطر. إن لبنان معني ‏راهنًا بوقف العدوان بموجب نص إعلان وقف النار والضغط على العدوّ الصهيوني للالتزام ‏بتنفيذه، وليس معنيًا على الإطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني والاستدارج نحو تفاوض ‏سياسي مع العدوّ الصهيوني على الإطلاق، فذلك ما لا مصلحة وطنية فيه وينطوي على ‏مخاطر وجودية تهدّد الكيان اللبناني وسيادته".

وأشار إلى أنّه "استنادًا إلى هذه الرؤية نتعاطى مع التطورات مؤكدين للجميع أن الوقت الراهن هو لتوحيد ‏الجهود من أجل وقف الانتهاكات والعدوان والتمادي الصهيوني ضدّ بلدنا ودفع المخاطر ‏الأمنية والوجودية عنه، مثمنين عاليًا صبر شعبنا المقاوم والأبي الذي يتحمل معنا الظلم ‏والعدوان أملًا في حفظ السيادة والكرامة الوطنية. وعهدنا له أن نكون في موقع العزة ‏والكرامة والحق لحماية أرضنا وشعبنا وتحقيق آمال أجيالنا ومستقبلهم".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد