اوراق مختارة

عن "الاستقتال" لنزع سلاح المقاومة!

post-img

رندلى جبو/ موقع الجريدة

هناك فرق شاسع بين من يتحدث عن استراتيجية دفاعية للإفادة من كل المقدّرات الوطنية في خدمة حماية لبنان، وبين من يتحدث عن نزع سلاح حزب الله ولو بالقوة، متماهيًا بذلك مع المطالب الإسرائيلية الأميركية نفسها.

لا مشكلة في المتحدثين عن حوار ووضع استراتيجية حماية متكاملة، بل إن المشكلة في المستقوين بالخارج لضرب قوة لبنانية تقف وحدها اليوم أمام المشروع الإسرائيلي، في ظل عدم تسليح الجيش اللبناني بما يجب.

لهؤلاء ولمن يصغي إليهم:

أولًا : إن هذه الأصوات هي التي تسبّبت بجزء من الحرب الداخلية، بينما سلاح حزب الله ليس شريكًا فيها، وتنحصر مواجهته بالعدو الاسرائيلي اليوم وغدًا، ودفع من أجلها الكثير من الدماء، خصوصًا أن العدوان مستمر، وأن لــــ"إسرائيل" أطماعًا توسعية تستهدف لبنان بدرجة متقدمة.

ثانيًا : إن نزع السلاح بالشكل الذي يطرحه البعض، يعرّي لبنان حتى من مظهر قوة أو ردع أو تصدٍّ، والدليل مرحلة ما بعد اتفاق وقف النار، وعندها ترى "إسرائيل" أنها مرتاحة جدًا على وضعها لتحقيق مشاريعها.

ثالثًا:ـ إن مطالبة الجيش بنزع سلاح المقاومة بالقوة، هو مقدمة لتقاتل داخلي ولفتنة جديدة يدفع كل لبنان ثمنها، خصوصًا أن لا مشكلة بين الجيش والمقاومة باعتراف قائد الجيش، فلماذا نُدخِل مشكلة إضافية إلى داخلنا المرهق، ونضع مكوّنين لبنانيين في وجه بعضهما البعض؟

رابعًا : إن هذه الأصوات تشكّل صدى للصوت الأميركي- الإسرائيلي، بينما نحتاج إلى ما يعزز لبنانيتنا لا إلى ما يدعم الاستعمار ومزيدًا من الضرب في سيادتنا.

أخيرًا، نحيل تلك الأصوات ومصدّقيها إلى العماد رودولف هيكل بالذات، رأس المؤسسة العسكرية الذي أكد أن لا مشكلة مع المقاومة وليست هي من يمنع الجيش من الانتشار بل العدو الإسرائيلي هو من يفعل.

ألا يدّعي هؤلاء أنهم مع المؤسسات؟ هذا هو كلام قائد المؤسسة الأهم في لبنان.

أم أن ادعاءهم المؤسساتية هو كما ادعاؤهم السيادة؟

الأكيد أنهم ليسوا أكثر حرصًا على الجيش من الجيش نفسه. ألم يحاربوه يومًا بينما كانت المقاومة تتجهز لتقف في وجه “إسرائيل”؟

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد