أوراق ثقافية

فيلم «قهر» يوثّق الإبادة في فلسطين ويُعرض عالميًا في مهرجان كراكوف

post-img

في عرض عالمي أول، يشارك الفيلم القصير «قهر» للمخرجة الفلسطينية ندى خليفة ضمن المسابقة الوطنية لـ الدورة الـ65 من مهرجان كراكوف السينمائي، والتي تُقام فعالياتها بين 25 مايو و1 الشهر المقبل في بولندا.

يُعد المهرجان من أعرق التظاهرات السينمائية الأوروبية المخصصة لعرض الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة والتحريكية، وقد اختار هذا العام أن يحتضن من قلبه قصة فلسطينية تنبض بالوجع والمقاومة.

صوّر الفيلم في اليوم الأول من الإبادة الجماعية الجارية في غزة، ويحكي قصة جيسون الشاب الفلسطيني الكندي الذي يعود إلى وطنه بعد غياب سنوات، حاملًا معه هدية غير تقليدية لأخته بمناسبة مولودها الجديد: عنزة حيّة، أرادها أن تكون «عقيقة» رمزية ومؤثرة. ولكن ما تبدا كهدية بسيطة، يتحول إلى رحلة اكتشاف داخلي عميق، إذ يعيد جيسون التواصل مع الأرض التي انقطع عنها، ويبدأ في مواجهة الأسئلة الكبرى عن الهوية، والانتماء، والحرية، وسط واقع متشظٍّ بالحواجز ونقاط التفتيش والعدوان. تقول ندى خليفة عن الإلهام الذي ولّد الفيلم: «في فلسطين، نقاط التفتيش ليست مجرد عوائق مؤقتة، بل هي جزء من نسيج حياتنا اليومية، تُغلق الطرق وتمنعنا من الحركة وتفرض سطوتها على وجودنا. ذات مرة، كنت واقفة عند إحدى هذه النقاط، كعادتي، فشاهدت كلبًا ضالًا يعبر الحاجز دون أن يوقفه أحد… حينها تساءلت: لماذا يتمتع هذا الكلب بحرية لن أنالها أبدًا؟ من هذا السؤال وُلد «قهر»، فيلم عن أكثر الحقوق بداهةً وبساطةً: حق التنقل».

«قهر» من تأليف وإخراج ندى خليفة، وإنتاج ماتشي شليشيتسكي لجامعة وارسو للسينما، وبطولة كل من: نبيل الراعي، فادي الغول، عدي السعيدي، وعادل الغول. تولّى إدارة التصوير أوسكار لوي، والمونتاج حسام حلمي، والهندسة الصوتية دينيس ريفا ورامي تلجي.

ندى خليفة هي مخرجة فلسطينية شابة، أنهت دراستها للإخراج في جامعة وارسو، وانطلقت خطواتها الأولى من مؤسسة «شاشات» للسينما النسائية في فلسطين، التي آمنت بموهبتها وساندتها، حتى أصبحت اليوم واحدة من أعضاء مجلس إدارتها، ومخرجة فاعلة في المشهد الفني العربي. تعمل ندى في مجال السينما والإعلانات، وتجمع في أعمالها بين حساسية الصورة وجرأة الطرح.

لقد عايشت ندى تجربة تصوير الفيلم وهي محاصرة في وطنها، مع تصاعد العدوان على غزة، إذ وجدت نفسها غير قادرة على المغادرة، محاطة بالموت، لكنها اختارت أن تحوّل الحصار إلى قوة، والكاميرا إلى سلاح. تقول:

«تصوير هذا الفيلم في لحظة الإبادة، لم يكن مجرد فعل فني، بل تحدٍ وجودي. كأنني كنت أقول للعالم: نحن هنا، لا تزال لدينا قصص لم تُروَ بعد».

تركز أعمال ندى على الظلم الاجتماعي، والعدالة، والروح البشرية في وجه القهر. وفي «قهر»، يتجلّى كل ذلك في صورة رمزية: رجل يعود إلى وطنه مع عنزة، في لحظة لا يبدو فيها للحياة مكان، لكنه يصر على إحياء معنى العطاء، رغم أن البلاد تُذبح من الوريد إلى الوريد.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد