حسين كور اني
في عدوان سافر ليس الأول من نوعه، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على التوغل داخل بلدة بليدا الحدودية، وأطلقت النار على مركز البلدية وقتلت المواطن إبراهيم سلامة، أحد العاملين فيها خلال قيامه بواجبه المهني، وفي ذلك تمادي لاتفاق وقف النار، وعمل لجنة "الميكانيزم"، ما أدى الى حالة من الاستنكار طالت جميع لبنان بمواطنيه ومؤسساته واحزابه.
الموقف الأبرز كان للرؤساء الثلاث، إذ طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من قائد الجيش العماد رودلف هيكل "تصدي الجيش اللبناني لأي توغل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعاً عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين"، مستنكرًا عمل لجنة الميكانيزم والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية، مشدد على أنه "يفترض على اللجنة ألا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها عبر الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية".
أما رئيس مجلس النواب نبيه بري اعتبر "أن الإدانة لم تعد تنفع في لجم العدوان المتواصل"، مشيرًا الى أن "ما حصل في بليدا وعملية تفجير مبنى النادي الحسيني في بلدة العديسة والاعتداء على الجيش واليونيفيل ومنعهما من القيام بدورهما.. وانتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية فعل يتجاوز الاستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة، بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة"، معتبرًا أن "اللحظة الراهنة تستدعي من جميع اللبنانيين استحضار كل عناوين الوحدة".
بدوره، اعتبر رئيس الحكومة نواف سلام، أن التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، «هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها»، وعبّر سلام عن تضامنه "مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يومياً ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها".
من جهته، شجب وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار الجريمة البشعة، واعتبر أن "هذا الاعتداء يُعدّ انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان"، مشدداً على "ضرورة وقف الاعتداءات بحق المدنيين والمنشآت العامة".
وفي سياق متّصل، اعتبرت قيادة الجيش في بيان أن "ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701"، مؤكدة أنه "يأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين".
بليدا تدعو لوقفة استنكارية أمام مبنى البلدية
بدورها، استنكرت بلدية بليدا "الاعتداء السافر على السيادة والكرامة الوطنية والجريمة النكراء التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في بلدة بليدا». وأعلنت، في بيان، تنظيم وقفة استنكارية أمام مبنى البلدية اليوم الساعة 10:30 صباحاً، وذلك «اعتراضاً على غياب الدولة وتقاعسها عن قيامها بواجباتها من حماية الأرض والشعب والتصدي للعدوان، وتأكيداً لغياب اليونيفيل ولجنة الإشراف على تطبيق قرار وقف إطلاق النار عن القيام بواجباتهم التي وُجدوا في لبنان لأجلها».
وفي السياق، أعلن عدد من بلديات القرى الجنوبية عن تضامنه مع بلدية بليدا، حيث استنكرت بلدية بنت جبيل العدوان الإسرائيلي، ودعت الدولة إلى "تحمّل مسؤولياتها". كما طالبت "المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية باتخاذ موقف واضح وصريح لحماية المدنيين والمنشآت العامة في الجنوب".
حزب الله يثني على مواقف عون ويطالب الحكومة بتغيير نهجها
اعتبر حزب الله أن "تمادي العدو في جرائمه وارتكاباته يستوجب من الدولة اللبنانية ومن كل القوى السياسية اتخاذ موقف وطني موحد ومسؤول وصلب لتقوية موقف لبنان إزاء هذه الاعتداءات المتواصلة"، مثمناً في الوقت نفسه "موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة التوغلات الإسرائيلية"، وداعياً إلى "دعم الجيش بكل الإمكانيات اللازمة لتعزيز قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة هذا العدو المتوحش"، ودعا الحكومة إلى اتخاذ خطوات مغايرة لما قامت به طوال 11 شهراً وتحمّل مسؤولياتها بإقرار خطة سياسية ودبلوماسية لوقف الاعتداءات ولحماية المواطنين اللبنانيين ومصالحهم".