تزامنا مع الذكرى الأولى لاستشهاد السيد حسن نصر الله، صدر في مصر، كتاب "الفكر الاستراتيجي في مدرسة السيد حسن نصر الله"، من تأليف الكاتب والباحث السياسي المصري، إيهاب شوقي. صدر الكتاب عن مركز الحضارة العربية للتنمية الثقافية، ومديرها الأستاذ علي عبد الحميد صاحب التاريخ المعروف في العمل السياسي والثقافي في مصر.
الكتاب يقع في أربعمئة صفحة، ومكون من جزئين رئيسين:
الجزء الأول: يتناول قراءة استراتيجية لفكر سماحة السيد نصر الله، وكيف شكّل مدرسة علمية في التخطيط الاستراتيجي، وانتقل بحزب الله من مرحلة حركات المقاومة المسلحة إلى منظومة مقاومة كبرى تشكل مُكوِّنًا إقليميًا وازنًا.
الجزء الثاني: يضم مجموعة من أبرز وأهم خطابات السيد نصر الله في مراحل مختلفة ذات صلة بمنهج الكتاب، للتدليل على ما جاء بالجزء الأول التحليلي من قراءة في ملامح مدرسة السيد الاستراتيجية. وقد حرصنا على أن يتضمن ملحق الوثائق كل خطابات السيد بعد عملية "طوفان الأقصى".
لقد حرص الناشر الأستاذ علي عبد الحميد على أن يشارك بتقديم للكتاب يُضمِّنه رؤيته وتقديره للمقاومة وللقائد الشهيد، وأن يصدر الكتاب تزامنا مع الذكرى الأولى لاستشهاد سماحته والمشاركة في الفعاليات العربية والإسلامية التي تنتمي إلى ثقافة المقاومة وخيارها الحتمي، والتي تعرف وتُقدِّر دور الشهيد الكبير في الصراع وما قدمه عبر تاريخه من بطولات وحكمة وشجاعة وحنكة في إدارة الصراع، والتي كللها بشهادته العظيمة وهو يحارب ويتحدى الكيان الصهيوني الذي تقوده وتدعمه أعتى امبراطوريات الهيمنة، ممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية.
لقد حرص مؤلف الكتاب إيهاب شوقي على أن يكون بلغة بسيطة سلسة، وفي الوقت ذاته مؤلَفًا علميًا لا يقوم على اللغة العاطفية والشعارات والمناقب الشخصية، بل يقوم على منهج علمي يستعرض مفاهيم الفكر الاستراتيجي ومدارسه المختلفة والمعايير الفاصلة بين الإدارة العشوائية والإدارة الاستراتيجية، وتطبيق هذه المعايير على تجربة حزب الله تحت قيادة السيد نصر الله.
كما استعرض المؤلف أهم ملامح مدرسة نصر الله الاستراتيجية والإبداعات الفريدة التي تميزها، مرورًا بجذورها وتحولها إلى منظومة تقوم على المؤسسات واهتمامها بالجماهير والإعلام، وكيف شكلت المصداقية عمودها الفقري الرئيس، والتي جعلت الصهاينة ينتظرون خطاباته ويصدقونه أكثر من تصديقهم لقادتهم.
كما تناول الكتاب علاقة حزب الله تحت قيادة الشهيد نصر الله بحركات المقاومة وبالحركات السياسية العربية والعالمية، وتأثير السيد عالميًا من الناحية السياسية وكذلك تأثيره في معادلات الصراع.
تناول الكاتب، في خاتمة فصول الكتاب، رؤية السيد لــ"طوفان الأقصى" وصوابية هذه الرؤية، وكيف تعاطى مع هذه المعركة الفاصلة منذ بدايتها، بتقدير الموقف الاستراتيجي وحتمية المشاركة ومستوى التدخل وتصاعده. كما حرص المؤلف على بيان عوامل استمرارية هذه المدرسة وديمومتها بعد اعتمادها على مؤسسات وأعمدة روحية وعملية، وضعها الشهيد لتحفظ هذا البقاء.
الكتاب يقع في 400 صفحة من القطع المتوسط ويضم 15 فصلا، بالإضافة الى مقدمي الناشر والمؤلف والخاتمة والجزء الوثائقي الخاص بأهم وأبرز خطابات السيد في المراحل الفاصلة والمحطات المهمة في الصراع، وملحق صور للقائد الشهيد.
